صَدّام:


((( إليك وصفة النصر )))


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الأنبياء وخاتم المرسلين وعلى اله وصحبه أجمعين.
سيادة القائد: صدام بن حسين.
السلام على من اتبع الهدى.
وبعد:
لا يخفى على عامة الناس  قبل خاصّـتهم ما يحيكه لنا الأعداء على مرأى ومسمع من العالم وإعدادهم العدة لضرب الإسلام والمسلمين ممثلاً في العراق مجدداً.

سيد صدام...
لأننا نعرف أن التقليب في الدفاتر القديمة لم يعد مجدياً، وان نكأ الجروح ليس خياراً موفقاً وعلى الأخص في هذه المرحلة بالذات.

ولأننا نعرف أن ما يحيط بنا من كوارث محدقة يستلزم منا التكاتف ووضع أيدينا في أيدي بعضنا، لأن ذلك هو السبيل الوحيد لنا بإفشال خطط عدونا الذي يعمل جاهداً لتفريقنا ومن ثم تمزيقنا إربا إربا، وما يكاد يفرغ من بعضنا في أقصى الأرض حتى يكون قد اعد العدة للفتك ببعضنا الآخر في أدناها.

ولأننا قد علمنا قول الله تعالى:
( وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا)
وبلغنا قوله تعالى:
(وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ)

ولأننا قد علمنا قول رسول الله:
( المسلم أخو المسلم، لا يظلمه ولا يسلمه)
وقوله:
( انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً)

لذلك فأننا سنتجاوز كثيراً من الأمور التي ليس هذا المقال محل التعريض بها، وسنبدأ من حيث لا يريد لنا الآخرون.

 سيد صدام...
هل سمعت بشيء يسمونه أمريكا،  وما أدراك ما أمريكا!!!
هل تريدني أن أحدثك عنها، وأنت من يعرفها أكثر مني، لا بأس إذا.
إنها من مرّغ كرامتنا - نحن العرب - في التراب وجعلت كل شعوب العالم تحتقرنا، وجعلت أمثلهم طريقة يشعر بالشفقة علينا.
فخامة الرئيس، أمريكا ما كان لها أن تفعل ذلك بنا لولا أنها وجدت من بعضنا خيانة، ولولا أنها سمعت جلّ حكامنا يردد: "أنا ومن حولي الطوفان"، ولولا أنها سمعت كل أهل الفتوى إلا من رحم ربك  يصدحون ليلاً ونهاراً، سراً وجهارا بأن: "لا طاعة لمخلوق في معصية أمريكا"
فخامة الرئيس: إن الطوفان الذي لحق بالعراق منذ عقد من السنين ويوشك أن يلحق به مجدداً لا يمكن إيقافه إلا من خلال طريقة واحدة فقط تتمثل في ... تجفيف منابعه.

ولكن هل انتم وجيشكم الجرار يا فخامة الرئيس القادرون على ذلك.
لا، لا اعتقد ذلك. وما حرب الخليج عنكم ببعيد.
ففي حرب الخليج ظلت قوات جيشكم الذي قيل عنه انه رابع جيش في العالم يسقط في أيدي قوات ما كان يعرف بالتحالف كما يُسقِط النحال جموع النحل عن قرص العسل مستخدمً فقط عود دخان، ولعل ذلك من فضل الله ورحمته علينا وعليكم، كي لا يُسأل مسلم أجبرته الظروف على مواجهة أخيه المسلم عن إراقة دمه.

أقول ليس جيشكم هو القادر على تمريغ انف أمريكا (المحاربة) في قيعان الخليج الآسنة.
لا ليس جيشكم.
ولكن - ولا شك -  جيشكم وانتم قائده الأعلى قادر على المشاركة بفاعلية ليس فقط في تمريغ انف أمريكا بل وجدعه من مكانه.
فخامة الرئيس أن أمريكا التي تسيّرها الصهيونية العالمية وتحث الخطى لتدعيم أركان الدولة اليهودية، هي أمريكا التي أذاقتكم الأمرّين في حرب الخليج أو ما كان يعرف "بعاصفة الصحراء"، وهي من إذاقتكم إياه لاحقاً في ما عرف بـ "ثعلب الصحراء"، وأظنها من سيذيقكم إياه مرة ثالثة في ما سيعرف بـ "سحلية الصحراء" إن لم تعيروا ما سأقوله لكم بعض اهتمام سيادتكم.

أمريكا هي من قتل أكثر من مليون طفل عراقي مسلم من خلال حصار مقيت ما انزل الله به من سلطان.
أمريكا هي من جعلت العراق تخنع في ذيل قائمة الدول العربية المتخلفة بعد أن كانت في تتصدر قائمة الدول العربية المتحضرة.
وبعد كل الذي ذكرناه عن أمريكا وهو من باب الذكر لا الحصر ، ألا تشعرون في قرارة أنفسكم كقيادة بالرغبة الصادقة والجامحة في تلقين أمريكا درساً قاسياً قد لا تنساه.

طبعاً لست مضطراً لأخبار رواد الساحة أني أخالك قائلاً: نعم.
وأخالك مستدركاً قائلاً:  ولكن كيف؟!
وهنا يحق لك ويحق لكل من لازال يقرأ مقالي هذا أن يرفع ليس علامة استفهام واحدة بل يحق لكم أن ترفعوا عدد إلى ما لا نهاية من علامات الاستفهام، وان شئتم أن تتبعوها بمثل ذلك من علامات التعجب، فافعلوا ولا حرج.

وقبل أن أجيبكم ، اعلم أن البعض سيذكرني بأنك بعثي و.. و.. و...الخ مما قد يكون فيك ومما قد يشترك معك فيه سواك.
فأقول لهم ... إن الله على لسان رسوله قد أخبرنا بأنه ينصر هذا الدين بالرجل الفاجر.
فعن أبي هريرة قال إن النبي صلى اللهم عليه وسلم قال:
" إن الله يؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر"
واقل القليل كنه.
اعلم فخامة الرئيس آن هذا الوصف قد يغيظك ولكن الغاية - أحيانا - تبرر الوسيلة حتى ولو كانت شتم السيد الرئيس.
فكن أنت فخامة الرئيس ذلك الرجل ولعل الله لا يضيع أجرك وتأتي يوم القيامة وفي موازين حسناتك نصرك لدين الله، حتى ولو كنت ممن خلطوا عملاً صالحاً وآخر سيئاً، لعل الله أن يرحمك ويتجاوز عنك.

وقد قال رسولنا صلى الله عليه وسلم لأبي ذر :
"اتق الله حيثما كنت وأتبع السيئة الحسنة تمحها"
يااااااه، ياله من عرض مغرٍ، ليتك لا تفوّته.........

وإذا لم يكن جيشكم هو الآهل لهزيمة بني الأحمر فهل نحن القادرون على ذلك.
وحيث أن هذا ليس محل تزكية الأنفس، فلن يضيرني أن أقول لك لا ليس نحن.
لأننا قد أخلدنا إلى الأرض ورضينا بالزرع واقبلنا على الضرع وغدونا لا نهاب شيئاً أكثر من أمريكا ألا الموت.

فاغسل كلا قدميك من حكام العرب وكلتا يديك من شعوبهم، كما غسلناها نحن من جيشكم الجرار الفرار من قبل.

لا تبتأس أيها الرئيس...
فأنه لا يزال للمجد بقية....

فخامة الرئيس :
كما نعشق نحن لقاء مايكل جاكسون وجودي فوستر وشارستون ومادونا وسلفستر ستالون، وجيم كاري وميل غيبسون، والبقية العاهرة.

فأعلم أننا لسنا وحدنا الذين أشربوا محبة الأمريكان،
فهناك أقوام قد وضع الله في قلوبهم من العشق  للقاء الأمريكان ما لم يضعه في قلوبنا نحن.

ولكن مهلاً أيها الرئيس...
فمن نحن بصدد الحديث عنهم لا يتوقون إلى مقابلة الأمريكان من الفئة أعلاه،
لا يا سيدي العزيز،
إنهم يعشقون لقاء أمريكان من فئة خاصة، وخاصة جداً.
أنهم أقوام ذوي مزاج صعب، وشروط معقّده في الأشخاص الذين يتوقون إلى لقاءهم.
إن من نحن بصدد الحديث عنهم يعشقون ...
لقاء آل جورج بوش،
وهم متيمون بلقاء رامس فيلد،
ونار الشوق إلى لقاء كولن باول و الديك  التشيني تلفحهم ليل نهار،
إن من نحن بصدد الحديث عنهم يتحرقون إلى رؤية تلك العجوز الشمطاء أولبرايت،
والى تلك السوداء كونداليزا رايس،
والى ذلك الوغد أشكر وفت والكلب كلين تون، والخنزير توماس فريدمان.
إن من نحن بصدد الحديث  هم - بكل بساطة...
من  يتمنون لقاء علوج أمريكا الحمر وزنوجها السمر في يوم كريهة.

أن من نحن بصدد الحديث عنهم هم من تسنى لهم على عجل أن يقابلوا بعض سقط متاع أمريكا على ارض أفغانستان الأبية، فما أن رأوهم حتى طفقوا مسحاً بالسوق والأعناق.

إن من نحن بصدد الحديث عنهم هم رجال، ولم أصفهم أنا بذلك بل من وصفهم هو الله سبحانه وتعالى. وهم أهل لذلك إن شاء الله.
إن من نحن بصدد الحديث عنهم هم من قال سبحان وتعالى عنهم
"مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً"

نعم إنهم رجال،
"صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً"

أنهم وبكل بساطة...

المجاهدون.
الذين كل همهم إعلاء كلمة الله ومحاربة أعداء الله.

أنهم أولئك المجاهدون الذين يتوقون إلى الموت توقاً كما يتوق احدنا إلى شرب الماء البارد على الظمأ.
لماذا؟!
لأنهم سمعوا فآمنوا ووقر في نفوسهم قول نبيهم:
"ما أحد يدخل الجنة يحب أن يرجع إلى الدنيا وله ما على الأرض من شيء إلا الشهيد يتمنى أن يرجع إلى الدنيا فيقتل عشر مرات لما يرى من الكرامة".

لذا أصبح لقاء الأمريكان وفصل رؤوسهم عن أجسادهم هواية احدهم المفضلة،  منطلقين في ذلك من قول الله تعالى:
"قَاتِلُوا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ"،
ومن قوله :
"فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ "،
مع علمهم أنهم مهما بلغ اعتداءهم على عدوهم فإنهم لن يبلغوا مد اعتداء عدوهم على أمتهم ولا نصيفه.
ولكن مالا يدرك جلّه لا يترك كلّه أو كما قالوا.

اذاً أسرع سيد صدام، ووفِّر لهؤلاء الرجال الفرصة للقاء الأوغاد الذين يحبون لقاءهم وأولئك يكرهون لقاءهم.
نعم، أسرع سيد صدام ووفِّر لهم الفرصة، وأنا زعيم لك - بمشيئة الله - أنهم سيوفرون لك ولنا ولأمتنا النصر.
وهذا أيضا ليس من عندي بل من عند الله، إذ يقول:
"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ"

سيد صدام ، الوقت يمضي، والنكبة تبقى،
الذكرى تقترب، والعدو يعد العدة للحرب.
فاعد العدة للضرب.

صحيح أن خطوة كهذه كفيلة بإثارة حفيظة أمريكا،
ولكن قل لي متى لم تكن حفيظة أمريكا ثائرة نحوكم.

وقد يقولون أن خطوة كهذه ستعطي أمريكا الفرصة ذهبية  لضربكم بدعوى ملاحقة الإرهاب،
ولكنكم مضروبون على كل حال.
فلن يضيركم عندئذٍ أن كان ولا بد من ضربكم أن نوجد لأمريكا مسوغاً، تلوكه ويلوكه أذنابها ويجدون فيه مبرراً لتخليهم عنكم وعن شعبكم.
ولكن ليذكروا أن الدوائر تدور، ومن سرّه زمن ساءته أزمان.
ولكنكم ستكونون لقمة غير سائغة، بل ستكونون في غاية المرارة في أفواه أولئك، والأيام كفيلة بإثبات ذلك.

 

فخامة الرئيس:
لا أعرف لكم عنواناً بريدياً ولا ادري إن كانت الرسائل البريدية تعرف طريقها إلى بلدكم أصلا،  ولا اعرف لكم رقماً هاتفياً، ولا عنواناً اليكترونياً، ولكنه حتماً سيكون مما يستحق تصنيفه على انه معجزه أن تِقرأ أو أن تُقرأ على فخامتكم رسالتي هذه ، ولا يهمني حين تقرأها أي الساقين تضع على الأخرى، ولا يهمني بعد أن تفرغ أو يُفرغ من قراءتها عليك إن كنت ستقهقه بملء فيك حتى يتردد صداها في جميع أرجاء قصركم العامر أو لا.
وحسبي حينها أنني قد أديت الأمانة.
نعم حسبي أنني أديت أمانة القلم الذي قررت ذات يوم حمله في هذه الساحة اعتباطا.

اللهم ألا هل بلغت، اللهم فأشهد.،،،،


الشاطر حسن


 

الساحة العربية